ترجماتغير مصنف

الفشل المتوقع للحرب الجوية (الإسرائيلية) الضربات الدقيقة لا تكفي لتدمير البرنامج النووي الإيراني أو النظام السياسي

بقلم: روبرت أ. بابي

ترجمة: صفا مهدي عسكر

تحرير: د. عمار عباس الشاهين
مركز حمورابي للبحوث والدراسات الاستراتيجية

 

     خلال الأسبوع الماضي شنت (إسرائيل)** حملة جوية مطوّلة داخل الأراضي الإيرانية تهدف إلى تحقيق إنجاز لم يسبق لأي دولة أن حققته من قبل، إسقاط حكومة وإزالة قدراتها العسكرية الكبرى بالاعتماد فقط على القوة الجوية، هذه المحاولة (الإسرائيلية) الطموحة التي تستند إلى حملة جوية مدعومة بشبكات استخبارات متقدمة دون اللجوء إلى نشر قوات برية، تُعد سابقة في العصر الحديث. فالولايات المتحدة على سبيل المثال لم تتمكن من تحقيق مثل هذه الأهداف عبر الضربات الجوية فقط في أي من الحملات الاستراتيجية الكبرى بما في ذلك الحرب العالمية الثانية وحروب كوريا وفيتنام وحرب الخليج والحروب في البلقان أو حرب العراق، ولم تنجح كذلك الاتحاد السوفيتي أو روسيا في تحقيق هذه الأهداف في أفغانستان أو الشيشان أو أوكرانيا، وحتى (إسرائيل) نفسها لم تحاول تنفيذ حملة مماثلة في صراعاتها السابقة في العراق أو لبنان أو سوريا ولا حتى في عمليتها الأخيرة في غزة.

تُعتبر (إسرائيل) القوة العسكرية الأقوى في (الشرق الأوسط) وقد حققت منذ هجوم حركة حماس في 7 تشرين الاول 2023 نجاحات تكتيكية عديدة باستخدام القوة الجوية الدقيقة والاستخبارات المتقدمة، فقد نفذت قوات الدفاع (الإسرائيلية) عمليات اغتيال استهدفت قيادات بارزة في منظمات الوكلاء الإيرانيين بما في ذلك العديد من القيادات المتوسطة والعليا في حزب الله، وفي تبادل ناري سابق في نيسان، دمرت القوات (الإسرائيلية) مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي والقدرات الصاروخية الإيرانية، كما أسفرت الهجمات الأخيرة على إيران عن مقتل قيادات رفيعة في الحرس الثوري وتدمير أنظمة اتصال حيوية للنظام وإلحاق أضرار بأهداف اقتصادية مهمة إضافة إلى إضعاف أجزاء من البرنامج النووي الإيراني.

ومع ذلك رغم هذه الانتصارات الفردية يبدو أن (إسرائيل) قد وقعت في ما يمكن تسميته بـ«فخ القنابل الذكية» حيث تُفضي الثقة المفرطة في دقة الأسلحة المتطورة والمعلومات الاستخباراتية إلى اعتقاد خاطئ بأنها قادرة على منع إيران من تحقيق التفجير النووي بل وحتى على الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية، لكن هذه الثقة قد تُفضي إلى عكس النتائج المرجوة إذ قد تزيد من تصميم إيران على الاستمرار مما يؤدي إلى ظهور إيران أكثر خطورة مسلحة بأسلحة نووية، فالاعتماد على القوة الجوية وحدها مهما بلغت دقتها وشدتها لا يضمن تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل ولا يمهد بالضرورة الطريق لتغيير النظام في طهران. وبدون غزو بري – وهو أمر يبدو مستبعدًا للغاية – أو دعم مباشر من الولايات المتحدة – التي قد تتردد في تقديمه في ظل إدارة ترامب – فإن النجاحات العسكرية (الإسرائيلية) في إيران وما حولها قد تظل محدودة الزمان ومؤقتة.

قوة الضربة القاضية؟

     تُحفّز ضربات (إسرائيل) للمرافق النووية الإيرانية ليس الخوف من قدرة إيران على تجميع سلاح نووي، ففي عام 2025 بإمكان إيران بالتأكيد إتقان التكنولوجيا التي تبلغ من العمر ثمانين عامًا والتي استخدمتها الولايات المتحدة في تصنيع الأسلحة النووية البدائية التي أسقطتها على هيروشيما وناغازاكي، وإنما الخشية من أن إيران قد تكون على وشك الحصول على المادة الانشطارية الحيوية للسلاح النووي، ويمكن لإيران تطوير هذه المادة بطريقتين: إما بتخصيب خام اليورانيوم لتحقيق نقاوة النظائر المطلوبة لدرجة القنبلة وذلك في مناجم خام اليورانيوم ومصنع غاز اليورانيوم في أصفهان ومرافق التخصيب في فوردو ونتانز (التي تعرضت لأضرار جزئية جراء الضربات (الإسرائيلية)، أو باستخلاص البلوتونيوم وهو منتج طبيعي جانبي لأي مفاعل نووي مثل مفاعل بوشهر الإيراني العامل.

تواجه (إسرائيل) ثلاثة عوائق تعترض إمكانية قصف هذه المرافق وتدميرها بالكامل:

 أولاً: جزء كبير من البرنامج النووي الإيراني بما في ذلك مرافق تخصيب اليورانيوم مدفون عميقًا تحت الأرض، فالمرفق المتطور في فوردو محفور مئات الأقدام تحت جبل وهناك مرفق جديد تحت الأرض في نطنز يُبنى على أعماق مماثلة لفوردو منذ عدة سنوات، وحتى الآن لم تستهدف (إسرائيل) فوردو إطلاقًا واقتصرت هجماتها على مرافق توليد الطاقة في نطنز بدلاً من محاولة تدمير أجهزة الطرد المركزي ومخزونات اليورانيوم المخصب المدفونة على عمق 75 قدمًا تحت السطح. ولا توجد أدلة متاحة تشير إلى أن (إسرائيل) تمتلك القدرة على حمل القنابل الكبيرة الخارقة للأرض التي طورتها الولايات المتحدة ويبلغ وزنها 30,000 رطل والتي ستكون ضرورية لتنفيذ هجوم قادر على تدمير فوردو كليًا، كما أن عدم محاولة (إسرائيل) استهداف غرف نطنز الأقل عمقًا يشير إلى وجود قيود إما من الولايات المتحدة أو بسبب محدودية القدرات القتالية (الإسرائيلية) نفسها حتى على هذه المرافق الأكثر عرضة للهجوم، ويبدو أن القادة العسكريين (الإسرائيليين) يعترفون بصعوبة تنفيذ عملية حاسمة ضد فوردو من دون دعم أمريكي، إذ شدد وزير الدفاع السابق يوآف غالانت على أن الولايات المتحدة تتحمل “التزامًا” بالانضمام إلى الحملة العسكرية (الإسرائيلية) ضد البرنامج النووي الإيراني.

ماذا لو انضمت الولايات المتحدة بقنابلها الخارقة للحصون إلى الهجوم؟ هل يمكن (لإسرائيل) بدعم كهذا القضاء على برنامج إيران النووي؟ حتى لو استجاب الرئيس دونالد ترامب لطلب غالانت بقصف فوردو وحتى إذا تمكنت القنابل الأمريكية الخارقة للحصون من اختراق أعماق مرفق فوردو فإن الولايات المتحدة (وإسرائيل) ستواجهان تحديات إضافية لإزالة قدرة إيران على امتلاك أسلحة نووية، فلن تكون هناك لحظة “مهمة تمت” يمكن فيها للطرفين أن يؤكدا بثقة مطلقة أن إيران لم تعد قادرة على التقدم سراً، بل إن الهجوم المدعوم أمريكيًا على المنشآت الإيرانية قد يجعل الولايات المتحدة نفسها هدفًا مباشرًا ضمن دائرة الاستهداف النووي الإيراني بدلاً من حل المشكلة بشكل نهائي.

ثانيًا: وبصرف النظر عن مرافق التخصيب يشكل مفاعل بوشهر الواقع على بُعد حوالي 11 ميلًا جنوب شرق مدينة بوشهر تحديًا كبيرًا، إذ يمكن تعديل المفاعل لإنتاج البلوتونيوم المستخدم في الأسلحة النووية وهذا الخطر يبقى قائمًا طالما استمر وجود المفاعل، لكن في حال قررت (إسرائيل) تدمير مفاعل بوشهر فقد تخاطر بإطلاق سحابة إشعاعية مشابهة لحادث تشيرنوبيل فوق المدينة التي يقطنها حوالي 200,000 نسمة إضافة إلى مراكز سكانية على طول الخليج الفارسي، كما أن ذلك قد يدفع إيران إلى الرد بصواريخ بالستية تستهدف مجمع المفاعل النووي (الإسرائيلي) في ديمونا.

أخيرًا: والأهم حتى بعد ضربات جوية مكثفة على المنشآت النووية ستظل هناك حالة كبيرة من عدم اليقين بشأن حالة العناصر المتبقية وقدرتها على إعادة التكوين، وبدون تفتيش ميداني، لن تتمكن (إسرائيل) من تقييم الضرر الذي لحق بمرافق تخصيب اليورانيوم ومخزونات اليورانيوم المخصب بدقة، ومن غير المرجح أن تسمح إيران لمفتشين دوليين ناهيك عن فرق أمريكية أو (إسرائيلية) بفحص مدى الضرر أو تحديد ما إذا كانت المعدات أو المواد الصالحة قد نُقلت قبل أو بعد الضربات أو الكشف عن مواقع تصنيع مكونات أجهزة الطرد المركزي المحلية المهمة. ورغم احتمال محاولة فرق الكوماندوز للتجسس الميداني الا أن خطر تعرضهم لهجوم من القوات الإيرانية يظل مرتفعًا، ويعني هذا النقص في المعلومات أن (إسرائيل) حتى مع دعم الولايات المتحدة لن تكون واثقة أبدًا من أن إيران فقدت الطريق إلى القنبلة، وستظل المخاوف بشأن نووية إيران السرية قائمة مشابهة للمخاوف التي دفعت الولايات المتحدة في 2003 إلى شن حرب برية على العراق بحثًا عن أسلحة دمار شامل لم تُعثر عليها.

الأرقام الخاطئة في الحسابات

     تُبيّن الإحصاءات المتاحة بشأن مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران استحالة تحقيق هدف (إسرائيل) المعلن بتفكيك البرنامج النووي بشكل كامل ودائم، حتى في حال افترضنا أن الضربات (الإسرائيلية) دمرت فعليًا كل المواد المخصبة في نطنز يبقى مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في فوردو، ووفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في أيار يبلغ هذا المخزون 408 كيلوجرامات مرتفعًا من 275 كيلوجرامًا في شباط وهو ما يكفي لصناعة نحو عشر قنابل نووية بعد أسابيع قليلة من التخصيب الإضافي (حيث يحتاج كل سلاح إلى 40 كيلوجرامًا). ما لم تضمن الضربات الجوية تدمير أكثر من 90% من مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60% في فوردو – وهو أمر صعب حتى مع مشاركة الولايات المتحدة – فإن إيران ستحتفظ بمواد انشطارية تكفي لصناعة قنبلة نووية واحدة على الأقل، بالإضافة إلى 276 كيلوجرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وهو ما يكفي لقنبلتين إضافيتين.

وبما أن إيران قد زادت من وتيرة تخصيب اليورانيوم بشكل ملحوظ فمن أجل منع إمكانية إعادة بناء البرنامج النووي بشكل كامل ستحتاج (إسرائيل) إلى تدمير عدد كبير من أجهزة الطرد المركزي بالإضافة إلى مرافق تصنيعها التي لم تُكشف مواقعها قط، ومع محاولات إيران لإخفاء قدراتها المتبقية سيعتمد الاستخبارات (الإسرائيلية) على تقديرات تقريبية تتزايد فيها حالة عدم اليقين بمرور الوقت، في الوقت الذي تسعى فيه إيران جاهدة لإعادة تأهيل منشآتها القائمة لتطوير السلاح بسرعة.

النظم الجديدة لا تسقط من السماء

     تفسر القيود التكتيكية التي تحول دون قدرة (إسرائيل) على القضاء الكامل على قدرة إيران النووية سبب رغبتها في دفع التغيير في النظام الإيراني، إذا كانت الضربات العسكرية غير قادرة على تدمير قدرة إيران على الأسلحة النووية فإن استبدال النظام بحكومة جديدة يبدو حلاً جذابًا للمأزق الاستراتيجي (الإسرائيلي)، فقد ألمح رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو إلى أن حملة القصف قد تركت النظام الإيراني “ضعيفًا” للغاية ومعرضًا لثورة شعبية.

لكن تغيير النظام هدف طموح جدًا، فمثل هذه المحاولة لا تقتصر على إقصاء القيادة الإيرانية العليا وإزالة المتشددين من المراكز التنفيذية بل تتطلب أيضاً إقامة حكومة صديقة مستعدة للتخلي عن بقايا البرنامج النووي الإيراني وضمان عدم السعي مستقبلاً لامتلاك الأسلحة النووية، بمعنى آخر تحتاج (إسرائيل) لتحقيق ما حققته الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1953 عندما أشعلتا انقلابًا عسكريًا أطاح بالرئيس المنتخب محمد مصدق واستبدلنه بحكم دمية مؤيد للغرب بقيادة محمد رضا بهلوي. لكن وعلى عكس تلك الانقلابات التي حظيت بدعم محلي أو خارجي تقليدي ستعتمد (إسرائيل) على القوة الجوية كأداة رئيسية للإطاحة بالنظام، وليس على مجموعة محلية من القادة العسكريين أو المدنيين الإيرانيين، ومن المتوقع أن يثير هذا استراتيجية معارضة واسعة لتدخل أجنبي عسكري دون أن يؤدي إلى زعزعة حقيقية للنظام الإسلامي. حتى مع دعم شبكات الاستخبارات لم تسقط القوة الجوية أي نظام حاكم بمفردها قط، فمنذ بدايات نظريات القصف الاستراتيجي في الحرب العالمية الأولى كان يُعتقد أن الحملات الجوية المنظمة قد تدفع الشعوب إلى الثورة ضد حكوماتها، لكن تجارب أكثر من 40 حملة قصف استراتيجي بين الحرب العالمية الأولى وحرب الخليج الأولى عام 1991 أظهرت أن القصف، سواء كان مركزًا أو متفرقًا لم ينجح في دفع المدنيين إلى الثورة بأعداد كبيرة ضد حكوماتهم.

ظهور الأسلحة الدقيقة قبل أكثر من 30 عامًا لم يغير هذا الواقع، فحتى مع القنابل الذكية عالية الدقة غالبًا ما يعتمد قتل القادة من الجو على الحظ بقدر الاعتماد على الدقة والمعلومات الاستخباراتية، ففي 1986 حاولت الولايات المتحدة اغتيال الليبي معمر القذافي بضربة جوية لكنه نجا ما أدى إلى ردود فعل عنيفة من ليبيا، كما فشلت محاولات مماثلة لقتل صدام حسين عام 1991 و1998 و2003، حيث انتهى حكمه فقط بعد الغزو البري الأمريكي.

حتى عند نجاح الضربات الجوية في قتل قائد ما لا تكون النتائج حتمًا لصالح من نفذها ففي 1996، قتلت روسيا زعيم الشيشان جوخار دوداييف بصواريخ مضادة للإشعاع، لكنه سرعان ما استبدل بقائد أكثر تطرفًا، مما أدى إلى حرب برية شرسة لاستعادة السيطرة الروسية. لقد نجحت القوة الجوية في تحقيق تغيير أنظمة فقط عند دعمها بقوات برية محلية، كما فعلت الولايات المتحدة في أفغانستان (2001) وليبيا (2011)، أما (إسرائيل) فلا يبدو أنها مستعدة أو قادرة على تنفيذ عمليات برية واسعة داخل إيران قد تؤدي إلى انهيار النظام.

محاصرة في الفخ

     لا تستطيع القوة الجوية (الإسرائيلية) القضاء النهائي على البرنامج النووي الإيراني إذ يمكن لإيران إعادة تجميعه من جديد وبسرية مع تراجع رقابة الغرب ومعلوماته الاستخباراتية، وإذا كانت (إسرائيل) تملك خطة للانقلاب العسكري على الحكومة الإيرانية فكانت لتنفذها بالفعل، بدون تدخل أمريكي مؤثر ستبقى (إسرائيل) وحدها بلا خيارات جيدة تواجه إيران أكثر خطورة من أي وقت مضى. الوضع الحالي يتصاعد إلى ما يمكن تسميته “حرب المدن” بين تل أبيب وطهران، مع تبادل ضربات تستهدف مناطق حضرية مكتظة بالسكان، ومع تزايد أعداد الضحايا المدنيين من المتوقع أن يزداد التصلب في المواقف، مما قد يؤدي إلى عواقب كارثية. في الوقت نفسه شجعت إدارة ترامب (إسرائيل) في حربها على غزة وهددت بشن ضربات عسكرية ضد إيران قبيل مفاوضات نووية تبدو الآن خارج جدول الأعمال، وبعد أكثر من عقدين على الحرب الأمريكية في العراق، قد تنضم الولايات المتحدة مجددًا إلى (إسرائيل) في مواجهة إيران.

لكن التدخل الأمريكي ليس أمرًا حتميًا، فإذا التزمت إيران بضبط النفس قد يُقنع ترامب بعدم المشاركة فيما قد يتحول إلى حرب أبدية أخرى، فحتى هجمات 11 أيلول كانت دافعًا رئيسيًا لشن الحرب الوقائية على العراق، وبدون استفزاز كبير فإن القادة الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب المهتم بصورته العامة من غير المرجح أن يغامروا بمغامرة عسكرية جديدة، في هذه الحالة ستظل (إسرائيل) وحيدة في مواجهة احتمال امتلاك إيران النووي السري ومن المحتمل أن تغرق في وهم الاعتماد على القنابل الذكية أو في مستنقع آخر في (الشرق الأوسط).

 

**   لمقتضيات الأمانة العلمية، وضرورات الترجمة الدقيقة، تم الإبقاء على كلمة (إسرائيل)، وهو لا يعني اعتراف المركز بها، وما هو مكتوب يمثل راي وأفكار المؤلف.

Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?

Reload Reload document
| Open Open in new tab

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى