الاكثر قراءةتحليلات و آراءغير مصنف
نظرية الحروب الدولية الجديدة: تشريح جثة السيادة في مختبر الجنوب العالمي

بقلم: محمد مكي الطاهر
كاتب من السودان وباحث بالمركز الليبي للدراسات الأمنية والعسكرية
ان الأطر النظرية السائدة في دراسات الصراع، والمبنية على النموذج الويستفالي، تمارس “عنفاً معرفياً” من خلال تصنيف الصراعات في الجنوب العالمي (مثل سوريا والسودان) كحالات “فشل دولة” أو “انحراف”. وفي مواجهة هذا القصور، يقدم هذا البحث “نظرية الحروب الدولية الجديدة” (NIWT)- التي طورها الباحث من تحليل صراعات معاصرة مثل السودان وسوريا- ليس كمجرد إضافة نظرية، بل كـ”فعل تمرد إبستمولوجي” يهدف إلى تفكيك الأبنية المعرفية المهيمنة. باستخدام منهج نقدي- تحليلي، يعيد المقال قراءة مفاهيم NIWT الأساسية كأدوات نقدية تكشف قصور النموذج التقليدي. فمفاهيم مثل “ضعف الدولة” و”الحرب بالوكالة” و”اقتصاديات الحرب” تُستخدم لإعادة تأطير هذه الظواهر ليس كـ”فشل”، بل كشروط تاريخية وسياسية أنتجتها علاقات الهيمنة. ويُقدم المقال تمييزاً أنطولوجياً مركزياً بين “الدولة كساحة” (The State as an Arena)- الكيان الذي يُخاض الصراع على أرضه- و”الدولة كمدير” (the State as a Manager)- القوى الخارجية التي تدير الصراع عن بُعد. من خلال تطبيق هذا الإطار على الحالة السودانية، يُبرهن المقال كيف تتجاوز NIWT مجرد تقديم تفسير بديل لتغيير قواعد التحليل المعرفي. تخلص المقالة إلى أن قيمة NIWT لا تكمن فقط في تفسير الصراعات “الطرفية”، بل في كشف محدودية المنطق النظري الغربي نفسه، مما يفتح الباب أمام “تحرير المعرفة” من قيودها الاستعمارية.
الكلمات المفتاحية: نظرية الحروب الدولية الجديدة (NIWT)، التمرد الإبستمولوجي، الدولة كساحة، الدولة كمدير، النموذج الويستفالي، الحرب بالوكالة، دراسات ما بعد الكولونيالية، النظرية النقدية، السودان.
تستند دراسة العلاقات الدولية تقليدياً إلى مجموعة من الافتراضات الأساسية، التي يمكن وصفها مجازاً، على غرار طرح فرانسيس بيكون، بـ “أصنام معرفية”. هذه الافتراضات، التي تشكلت بفعل التجربة التاريخية الأوروبية، تعمل كأطر مهيمنة تؤثر في كيفية فهم وتحليل الظواهر السياسية العالمية. من أبرز هذه الافتراضات: نموذج “الدولة الكاملة” التي تحتكر العنف المشروع (فيبر، 2012)، ومفهوم “السيادة المطلقة” كجدار قانوني منيع (Krasner, 1999): ونموذج “الحرب العقلانية” كأداة سياسية بين جيوش نظامية (كلاوزفيتز، 2006)، وأخيراً، افتراض “الاقتصاد العقلاني” الذي يفصل بين النشاط المشروع والجريمة (سميث، 2018).
عندما تندلع صراعات معقدة في دول مثل السودان، سوريا، أو اليمن، غالباً ما يواجه التحليل الأكاديمي السائد صعوبة في تفسير ديناميكيتها التي لا تتوافق مع هذه النماذج المثالية. يتم تشخيص هذه الحالات عادةً بوصفها “فشل دولة” (State Failure) أو “حروب أهلية” (Civil Wars)، وهي تصنيفات تميل إلى إعادة إنتاج فهم معياري يركز على “الانحراف” عن النموذج الويستفالي، بدلاً من مساءلة النموذج نفسه. يمكن اعتبار هذا القصور التحليلي شكلاً من أشكال “العنف الإبستمولوجي” (Epistemological Violence)، حيث يتم تهميش السياقات التاريخية للهيمنة والتدخل التي ساهمت في إنتاج هذه الصراعات (فانون، 2003، سعيد، 1995).
يقدم هذا المقال حجة مفادها أن “نظرية الحروب الدولية الجديدة” (NIWT) ليست مجرد محاولة لتقديم تفسير بديل ضمن الأطر القائمة، بل هي “فعل تمرد إبستمولوجي” يهدف إلى تفكيك هذه الأطر. نشأت NIWT من الاشتباك المباشر مع واقع الصراعات “المُستبعدة” من النظرية الكلاسيكية، وهي تسعى لتحرير فهم الواقع من قيود هذه النظريات. الأطروحة المركزية هنا هي أن NIWT تعمل كأداة نقدية تكشف أن ما يبدو “فوضى” في الجنوب العالمي، ليس سوى انعكاس لقصور المنطق النظري الغربي المهيمن وعجزه عن رؤية العالم خارج نماذجه المعيارية.
أولا: الإطار النظري والمنهجي
يستند هذا المقال إلى تقاليد النظرية النقدية (Critical Theory) ودراسات ما بعد الاستعمار (Postcolonial Studies) في العلاقات الدولية. تهدف النظرية النقدية، كما طرحها روبرت كوكس، إلى التساؤل حول كيفية تشكّل الأطر المعرفية القائمة ومن تخدم (Cox ،1981). بينما تسعى دراسات ما بعد الاستعمار إلى كشف وتحدي استمرارية علاقات القوة والهيمنة المعرفية التي ورثها العالم عن الحقبة الاستعمارية (سعيد، 1995،alatas ،2006).
المنهجية المتبعة هي التحليل المفاهيمي النقدي (Critical Conceptual Analysis). لا يهدف المقال إلى اختبار فرضيات إحصائية، بل إلى تفكيك المفاهيم السائدة وتقديم إطار مفاهيمي بديل أكثر قدرة على استيعاب تعقيدات الحروب المعاصرة. سيتم ذلك من خلال:
-
تشريح الافتراضات الأساسية للنموذج الويستفالي في دراسات الصراع.
-
تقديم المفاهيم الأساسية لنظرية NIWT كأدوات نقدية بديلة، بالاستناد إلى الإطار التأسيسي الذي تم وضعه في سلسلة كتب “فهم عالم الحروب المعاصرة”.
-
تطبيق هذا الإطار على حالة الصراع في السودان لإظهار قيمته التحليلية.
ثانيا: الأصنام الويستفالية: تشريح أبنية المعرفة المهيمنة
قبل استعراض NIWT، من الضروري تحليل “الأصنام” المعرفية التي تسعى لتحديها. هذه الافتراضات ليست مجرد أخطاء، بل هي أبنية معرفية متكاملة تخدم علاقات قوة محددة وتنتج نقاط عمى تحليلية:
-
صنم الدولة الكاملة (The Idol of the Perfect State): يفترض هذا النموذج أن الدولة- الأمة الأوروبية هي الشكل النهائي والوحيد للتنظيم السياسي الشرعي. هذا الافتراض يتجاهل أن العديد من دول الجنوب لم تتطور عضوياً، بل تشكلت عبر حدود استعمارية وبُنيت مؤسساتها لخدمة الاستخراج والتبعية. وبالتالي، فإن “الدولة” في هذه السياقات ليست كياناً محايداً، بل هي غالباً أداة هيمنة داخلية وخارجية (العروي، 2005).
-
صنم السيادة المطلقة (The Idol of Absolute Sovereignty): يعامل هذا المفهوم السيادة كفئة قانونية مجردة ومطلقة، متجاهلاً أنها في الواقع ممارسة مادية تعتمد على القوة والاعتراف المتبادل بين القوى الكبرى. يسمح هذا الصنم للقوى المهيمنة بانتهاك سيادة الدول التابعة (عبر التدخل والحرب بالوكالة) مع الحفاظ على خطاب “النظام الدولي القائم على سيادة الدول”.
-
صنم الحرب العقلانية (The Idol of Rational War): يرى هذا النموذج، المتأثر بكلاوزفيتز، الحرب كأداة عقلانية لتحقيق أهداف سياسية واضحة. هذا الإطار يفشل في استيعاب الحروب في أيامنا، والتي غالباً لا يكون هدفها النصر العسكري، بل إدامة حالة الصراع نفسها، لأن الفوضى أصبحت هي المشروع الاقتصادي والسياسي للفاعلين (Keen, 2005).
-
صنم الاقتصاد الرسمي (The Idol of the Formal Economy): يفترض هذا النموذج وجود فصل واضح بين الأنشطة الاقتصادية المشروعة وغير المشروعة، ويتجاهل كيف أن الحروب تخلق اقتصادات موازية (war Economies) تعتمد على التهريب والنهب والابتزاز، وتصبح هي المحرك الأساسي لاستمرار العنف.
ثالثا: نظرية الحروب الدولية الجديدة (NIWT) كأداة نقدية
لا تسعى NIWT لتكون “صنماً جديداً”، بل هي مجموعة من الأدوات المفاهيمية النقدية لتفكيك الافتراضات القائمة. كل مفهوم من مفاهيمها الأساسية، التي تم تقديمها وتفصيلها في سلسلة “فهم عالم الحروب المعاصرة”(قيد النشر)، يعمل كأداة تستهدف قصوراً محدداً في النموذج التقليدي:
-
“ضعف الدولة” كنمط وجود (Mode of Being): بدلاً من رؤية “ضعف الدولة” كحالة “فشل” أو “نقص”، تقترحه NIWT كـ “نمط وجود” تاريخي مختلف. هذا الضعف ليس غياباً للدولة، بل هو حضور لشكل معين من “الدولة التابعة” أو “الدولة المجوفة” (Hollowed-out State) التي تم إفراغها من وظائفها السيادية الحقيقية لصالح شبكات محلية ودولية. هذا المفهوم، الذي تم تأسيسه في “بوابة إلى الحروب الدولية الجديدة” (الطاهر، قيد النشر-أ)، يمثل نقطة الانطلاق لفهم بيئة الصراع.
-
“الحرب بالوكالة” كوضع طبيعي (the norm): تكشف NIWT أن الحرب بالوكالة ليست مجرد “استراتيجية” استثنائية، بل هي “الوضع الطبيعي” للعلاقات بين القوى المهيمنة والأطراف التابعة في النظام الدولي المعاصر. إنها الآلية التي تُمارس من خلالها الهيمنة الفعلية مع الحفاظ على الواجهة القانونية للسيادة. ويتعمق كتاب “مرتزقة العصر الحديث” (الطاهر، قيد النشر-ج) في تحليل كيف أصبحت الشركات العسكرية الخاصة الأداة المثلى لتنفيذ هذا النوع من الحروب.
-
“اقتصاديات الحرب” كمنطق استراتيجي: تبرهن NIWT على أن العديد من الحروب المعاصرة لا تتبع منطق كلاوزفيتز السياسي، بل منطق “اقتصاد الحرب”. في هذه الحروب، يكون العنف مربحاً، والفوضى هي المشروع. إنها تكشف عن “الغاية الاقتصادية- الوجودية” للعنف، حيث يصبح استمرار الحرب هو الهدف بحد ذاته.
-
الفاعلون من غير الدول كعناصر مركزية: تتحدى NIWT فكرة مركزية الدولة كفاعل وحيد، وتؤكد على الدور المحوري للجماعات المسلحة، والشركات العسكرية الخاصة، والشبكات الإجرامية العابرة للحدود في تشكيل ديناميكيات الصراع (Newman, 2009).
-
“الحرب على العقول” كجبهة أساسية: كما تم تفصيله في “الحرب على العقول: التضليل الإعلامي والسرديات الزائفة” (الطاهر، قيد النشر-د)، فإن NIWT تعتبر أن المعركة على السرديات وتشكيل الوعي ليست مجرد جانب ثانوي، بل هي جبهة قتال أساسية ومحورية في الحروب المعاصرة.
رابعا: الدولة كساحة والدولة كمدير: الإسهام المفاهيمي المركزي لـ NIWT
لعل الإضافة الأكثر أهمية التي تقدمها NIWT، والتي تم تطويرها بشكل كامل في الكتاب الأول”فوق الركام: بناء نظرية الحروب الدولية الجديدة” (الطاهر، قيد النشر-ب)، هي تمييزها الأنطولوجي بين الأدوار المختلفة التي تلعبها الدول في الصراعات. النظريات التقليدية، بتركيزها على “الدولة” كفئة متجانسة، تفشل في التقاط هذا التمايز الحيوي. تقدم NIWT تصنيفًا وظيفيًا يكشف علاقات القوة الحقيقية:
-
الدولة كساحة (The State as an Arena): هذا هو التوصيف الدقيق للدول التي تُخاض على أراضيها الحروب الدولية الجديدة (مثل السودان، ليبيا، سوريا). هذه الدولة ليست فاعلاً قوياً ومستقلاً، بل هي المسرح المادي والسياسي الذي تتصارع عليه القوى الأخرى. خصائصها الأساسية هي “ضعف الدولة” و”تآكل السيادة”. إنها “الساحة” التي يتم فيها تفعيل آليات الحرب بالوكالة واقتصاديات الحرب. النظر إليها كـ “طرف متساوٍ” في “حرب أهلية” هو خطأ أنطولوجي فادح، فهو يتجاهل أنها في الحقيقة “الجائزة” التي يتنافس عليها الآخرون.
-
الدولة كمدير (The State as a Manager): هذا هو التوصيف الدقيق للدول الخارجية (الإقليمية أو الدولية) التي تتدخل في هذه الصراعات. هذه الدول ليست مجرد “داعمين”، بل هم “مديرو الصراع” (Conflict Managers) الذين يعملون عن بعد. هم من يوفرون التمويل، والسلاح، والغطاء الدبلوماسي، والدعم المعلوماتي لوكلائهم المحليين. “الدولة كمدير” هي التي تستفيد من “الإنكار المعقول” (Plausible Deniability)، وهي التي تحول “الدولة كساحة” إلى أداة لتحقيق مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية. إنها الفاعل الحقيقي الذي يختبئ خلف ستار “الحرب الأهلية”.
خامسا: السودان كساحة لتحطيم الأصنام (دراسة حالة)
يقدم الصراع في السودان، الذي تفجر في نيسان 2023، حالة نموذجية لإظهار القوة التحليلية لإطار NIWT. السردية التقليدية، التي تصر على رؤية الصراع من خلال “صنم الحرب الأهلية” أو “صراع الجنرالات”، تعجز عن الإجابة على أسئلة جوهرية:
-
لماذا تدمر الدعم السريع البنية التحتية للدولة التي تدعي أنها تريد حكمها؟ إطار NIWT يوضح أن هذه المليشيات لا تتبع منطق “صنم الدولة الكاملة”. إنها تعمل بمنطق “اقتصاد الحرب”، حيث النهب والتدمير والسيطرة على طرق التهريب هي مصدر ثروتها وسلطتها.
-
لماذا تستمر الحرب رغم الإجماع الدولي الظاهري على ضرورة السلام؟ لأنها ليست “حرباً أهلية” تخضع لمنطق “صنم الحرب العقلانية”. إنها “حرب بالوكالة” تُدار من قبل “دول مديرة” (مثل الإمارات العربية المتحدة) على “دولة ساحة” (السودان)، ومصالح هؤلاء المديرين لا تتوافق مع وقف الصراع.
-
كيف يمكن لميليشيا أن تمتلك قدرات عسكرية ومالية ودبلوماسية بهذا الحجم؟ لأنها ليست مجرد “مجموعة متمردة” محلية. إنها الذراع التنفيذي لشبكة عابرة للحدود تربط بين الموارد الطبيعية (الذهب)، والفاعلين شبه الحكوميين (مثل مجموعة فاغنر سابقاً)، والدعم المالي والسياسي من “الدول المديرة” (مثل الإمارات).
إن تطبيق تمييز “الساحة -المدير” يوضح أن الصراع في السودان ليس مجرد صراع داخلي، بل هو إعادة تشكيل عنيفة للدولة السودانية لخدمة مصالح شبكة من الفاعلين المحليين والإقليميين والدوليين، حيث يعمل وكلاء محليون كأدوات لـ “مديرين” خارجيين يستغلون “ضعف الدولة” لتحقيق أهدافهم.
سادسا: موقع NIWT وحدودها ومجالات البحث المستقبلية
من المهم موضعة NIWT ضمن الأدبيات الموجودة. تتشابه NIWT مع نظرية “الحروب الجديدة” للأكاديمية البريطانية ماري هنريتا كالدور (كالدور، 2013) في تركيزها على الفاعلين من غير الدول واقتصاديات الحرب. لكن NIWT تتميز عنها بتركيزها الصريح على علاقات القوة الدولية وتقديمها للمفهومين التوأمين “الدولة كساحة” و”الدولة كمدير”، وهو ما يمثل إسهاماً فريداً يربط بين الديناميكيات المحلية والعالمية بشكل أكثر منهجية.
ومع ذلك، فإن NIWT ليست نظرية مكتملة. من حدودها الحالية أنها ركزت على دراسة خمسة حالات (السودان، ليبيا، سوريا، اليمن، أوكرانيا قبل 2022)، وبالتالي تحتاج هذه النظرية عموماً التطبيق على الصراعات الأخرى، خصوصاً في القارة الافريقية. لذا، تشمل مجالات البحث المستقبلية:
-
دراسات حالة مقارنة: تطبيق إطار “الساحة- المدير” على صراعات أخرى في افريقيا لتطويره وصقله.
-
استكشاف مقاومة الهيمنة: البحث في كيفية مقاومة المجتمعات المحلية والفاعلين داخل “الدولة الساحة” لمنطق الهيمنة الذي تفرضه “الدول المديرة”.
نحو تمرد معرفي شامل
يخلص هذا المقال إلى أن نظرية الحروب الدولية الجديدة (NIWT) لا تمثل مجرد إطار تحليلي، بل هي دعوة لـ “تمرد إبستمولوجي” في حقل دراسات الصراع. إن القيمة الثورية للنظرية لا تكمن فقط في قدرتها على بناء نموذج جديد، بل في شجاعتها على تفكيك النماذج القديمة. إنها تعلمنا أن مهمة الباحث النقدي ليست تلميع الافتراضات القائمة، بل فضحها كأطر معرفية تخدم علاقات قوة سياسية استعمارية محددة. إن فهم الصراعات في الجنوب العالمي لا يتطلب المزيد من البيانات التي يتم إدخالها في نفس النماذج النظرية القاصرة. إنه يتطلب نظريات جديدة تنشأ من واقع هذه الصراعات، نظريات تمتلك الشجاعة لتقول إن النماذج الويستفالية التي هيمنت طويلاً لم تعد كافية لتفسير عالم معقد ومترابط. NIWT هي خطوة في هذا الاتجاه، وهي دعوة مفتوحة للباحثين، خاصة من الجنوب العالمي، للمساهمة في بناء معرفة أكثر صدقاً وعدالة، معرفة تنطلق من تشريح الواقع المعاش، لا من تبجيل النماذج الهيمنية المجردة.
المصادر
-
أبو زيد، نصر حامد. (1993). النص، السلطة، الحقيقة: الفكر الديني بين إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.
-
سعيد، إدوارد. (1995). الاستشراق: المعرفة، السلطة، الإنشاء (ترجمة كمال أبو ديب). بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية.
-
سميث، آدم. (2018). ثروة الأمم (ترجمة حسني زينة). بيروت: دار الفرقد.
-
العروي، عبد الله. (2005). مفهوم الدولة. الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي.
-
فانون، فرانتز. (2003). معذبو الأرض (ترجمة سامي الدروبي وجمال الأتاسي). بيروت: دار الفارابي.
-
فيبر، ماكس. (2012). السياسة كمهنة ودعوة (ترجمة جورج أبي صالح). بيروت: دار الساقي.
-
كالدور، ماري. (2013). الحروب الجديدة والقديمة: العنف المنظم في العصر العالمي (ترجمة العميد الركن إلياس حنا). أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.
-
كلاوزفيتز، كارل فون. (2006). عن الحرب (ترجمة سمير كرم). بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
-
الطاهر، محمد مكي. (قيد النشر-أ).
بوابة إلى الحروب الدولية الجديدة: مفاهيم، أطر، ومنهجيات تحليل الصراع المعاصر.
-
الطاهر، محمد مكي. (قيد النشر-ب).
فوق الركام: بناء ‘نظرية الحروب الدولية الجديدة’ لفهم عالم الحروب المعاصرة.
-
الطاهر، محمد مكي. (قيد النشر-ج).
مرتزقة العصر الحديث: الشركات العسكرية والأمنية الخاصة كفاعلين في الحروب الدولية الجديدة.
-
الطاهر، محمد مكي. (قيد النشر-د).
الحرب على العقول: التضليل الإعلامي والسرديات الزائفة في الحروب الدولية الجديدة.
13- Alatas, S. F. (2006). Alternative Discourses in Asian Social Science: Responding to Orientalism. Sage Publications.
14- Cox, R. W. (1981). Social Forces, States and World Orders: Beyond International RelationsTheory.
Millennium: Journal of International Studies, 10(2), 126-155.
15- Keen, D. (2005). Conflict and Collusion in Sierra Leone. James Currey.
16- Krasner, S. D. (1999). Sovereignty: Organized Hypocrisy. Princeton University Press.
17- Newman, E. (2009). Failed States and International Society: Metaphor and Reality.
Commonwealth & Comparative Politics, 47(4), 471-495.



